«سببت دماراً واسعاً وخسائر بشرية».. فيضانات تضرب وسط اليابان
«سببت دماراً واسعاً وخسائر بشرية».. فيضانات تضرب وسط اليابان
تسببت الفيضانات والانزلاقات الأرضية الناتجة عن الأمطار الغزيرة في وسط اليابان بمصرع شخص وفقدان 11 آخرين على الأقل، وذلك في منطقة واجيما بشبه جزيرة نوتو التي تعرضت سابقًا لزلزال كبير مطلع هذا العام.
وخلفت الأمطار "غير المسبوقة" التي ضربت المنطقة، أمس السبت، مشاهد دمار واسعة، حيث تواصل فرق الإنقاذ عملياتها في محاولة للعثور على المفقودين، وسط تحذيرات من مخاطر جديدة تتعلق بالأرض الرخوة والفيضانات، وفق وكالة "فرانس برس".
وأدت الأمطار الغزيرة إلى غمر العديد من المناطق، حيث ارتفعت مياه الأنهار إلى مستويات خطيرة. في مدينة واجيما، سقطت شجرة ضخمة على أحد الجسور، بينما غمرت المياه مناطق سكنية، بما في ذلك مساكن الطوارئ التي أُنشئت للأشخاص الذين فقدوا منازلهم في زلزال بداية العام.
وسجلت مدينة واجيما أكثر من 540 ملم من الأمطار خلال 72 ساعة، وهو معدل غير مسبوق منذ بدء تسجيل البيانات عام 1976، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية.
شهادات محلية
تحدثت أكيمي ياماشيتا، إحدى السكان المحليين، عن مشاهد الفيضانات، قائلة إن المياه ارتفعت بشكل مفاجئ وسريع، ما جعل الشوارع غير سالكة في غضون 30 دقيقة فقط.
وأعرب عدد من السكان عن مخاوفهم من الفيضانات التي قد تؤدي إلى غمر المزيد من المناطق، خاصة في ظل الدمار الذي خلفه زلزال سابق أسفر عن مقتل 318 شخصًا.
جهود الإنقاذ
أدت الانزلاقات الأرضية إلى إغلاق العديد من الطرق، مما عقّد عمليات الإنقاذ، حيث أرسلت الحكومة اليابانية قوات عسكرية إلى المنطقة للمساعدة في جهود الإنقاذ، مع انقطاع الكهرباء عن حوالي 5000 منزل، وحرمان 1700 منزل آخر من المياه الجارية.
وتواصل فرق الإنقاذ جهودها في ظل تراجع طفيف للأمطار، مع استمرار التحذيرات من إمكانية ارتفاع مستويات الأنهار وتهديد نظام الصرف الصحي.
التأثيرات المناخية
وأشارت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إلى أن المناطق المتضررة شهدت أمطارًا غزيرة بمستويات غير مسبوقة، وحثت السكان على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم.
ويؤكد العلماء أن تغير المناخ الذي يتسبب فيه النشاط البشري يزيد من احتمالية حدوث هذه الظواهر المناخية القاسية، حيث يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئًا بكمية أكبر من الرطوبة، ما يؤدي إلى زيادة شدة الأمطار.
خسائر بشرية ومفقودون
وتأكد مقتل شخص واحد، حتى مساء الأحد، بينما لا يزال 11 شخصًا في عداد المفقودين، من بينهم عمال كانوا يعملون على إصلاح الطرق في واجيما.
وتم الإبلاغ عن فقدان شخصين بعد أن جرفتهم التيارات القوية، فيما طلبت السلطات المحلية من 110 آلاف شخص في منطقة إيشيكاوا الإخلاء، كما شملت أوامر الإخلاء نحو 17,300 شخص في محافظتي نيغاتا وياماغاتا.
تأتي هذه الكارثة الطبيعية بعد أشهر قليلة من الزلزال الذي ضرب نفس المنطقة، مما يزيد من معاناة السكان الذين ما زالوا يتعافون من آثار الدمار السابق.